هل يجوز الكذب لجبر الخواطر ؟ .. ضوابط شرعية لا يعرفها الكثيرون.
هل يجوز الكذب لجبر الخواطر؟.. الكذب من الأمور التي نهى عنها الدين الإسلامي، لكن هل يجوز الكذب لجبر الخواطر؟، سؤال يبحث عنه الكثيرون خاصة لو أن الذين سيجبر بخاطرهما هما الوالدين.
وفي سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر على صفحة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قالت سائلة: لو أمي حلفتني أقول الحق وأنا عارفة لو قولتلها هتزعل أعمل أي؟
هل يجوز الكذب لجبر الخواطر؟
وفي إجابته على سؤال مضمونة: هل يجوز الكذب لجبر الخواطر؟، قال الشيخ محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن رسول الله علمنا بقوله :”المعاريض مندوحة عن الكذب”، الذكاء والفطنة في التعامل مع الناس، مطالباً السائلة بأن تتحلى بالحصافة والذكاء وألا تخبر أمها كي لا تحزن أو تغضب، وأن تقول لها حينما تطلب منها الحلف: “والله أقول الحق”، ثم قولي لها ما يرضيها عنك.
وشدد على أنه لا يجوز الكذب إلا في حدود الضرورة ومنها الصلاح بين المتخاصمين، فهناك هدف أعلى وهو الصلح بين الناس، وكذلك إرضاء الأم، ومنه الزوج مع زوجته والزوجة مع زوجها.
المؤمن لا يكذب
وحذر الشيخ رمضان عبد المعز الداعية الإسلامي، من خطورة الكذب والنهي عنه ووقف تفشيه في المجتمع، مبيناً أن النهي عن الكذب و اعتبار الصفح عن الأبناء على ارتكاب الأخطاء عبادة، محذراً من جملة “عشان أموري تمشي” وخطورتها على إفساد المجتمع.
وقال خلال برنامج “لعلهم يفقهون” المذاع عبر فضائية دي ام سي، إن المؤمن لا يكذب ولا ينبغي له أن يتصور في الكذب والرذيلة نجاة، وعليه أن يتحرى الصدق ولو فيه الهلاك لأن فيه النجاة، مضيفاً :”يجب على الإنسان ألا يستصعب تجنب أي آفة من الآفات، لأن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، لأنه ليس من المعقول أن نحصل على ما نريد بمعصية الله، ومن غير المعقول أن نقول أن الرذيلة تُنجي، مشدداً على ضرورة تحري الصدق، وألا نستمع لمن يقولون أن الصدق يؤدي إلى الأذى، ولابد من تجنب الكذب ولو كنا نرى فيه النجاة.
وأوضح الداعية الإسلامي أن الصديق ليس شخصاً واحداً، أبو بكر الصديق فقط.. فمن يطع الله والرسول، أولئك الذي أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء، ونحن نريد أن نكون من الصديقين، ونعلم أن آفة اللسان الكذب، وعلينا أن نتركها مهما كانت الدوافع.
ما هي كفارة الحلف الكذب؟ الإفتاء تجيب
آيات جبر الخواطر في القرآن.. عبادة عظيمة لا تغفل عنها
هل يجوز الكذب لجبر الخواطر؟.. وجبر الخاطر من العبادات التي يغفل عنها كثير من الناس رغم عظم أجرها فقد دلت آيات جبر الخواطر في القرآن، والأحاديث النبوية الشريفة على عظم جزاء من يراعي مشاعر الناس.
ويحفل القرآن الكريم في مواضع كثيرة منه على آيات جبر الخواطر، حيث وردت تلك العبادة في سوره المختلفة فكان أعظم الأمثلة فيها ما ورد في قصة عبدالله بن أم مكتوم، والذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يتمكن من الحديث معه فزلت سورة كاملة عرفت بالقرآن باسم “عبس” يقول المولى تبارك وتعالى: “عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى”.
وورد في أسباب نزولها ما أخرجه الترمذي والحاكم عن أم المؤمنين السيدة عائشة قالت: أُنزل (عبس وتولى) في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله يعرض عنه ويقبل على الأخر، يقول له: أترى بما أقول بأساً ؟ فيقول لا، فنزلت (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى).
ويقول إمام الدعاة الشيخ الشعراوي، في خواطره إن السورة جاءت بعد سورة النازعات ويربطهما أن آخر النازعات تضمن الحديث عن الساعة وأن النبي منذر من يخشها، فوجدنا أن من لا يخشاها لن ينفعه إنذارك، فتعرضت سورة عبس للفريقين.
آيات جبر الخواطر في القرآن
في حين يذهب الدكتور صالح الشواف، الداعية الإسلامي، إلى أن جبر الخواطر ومراعاة مشاعر الناس أصل عظيم من أصول الإسلام، وأصل كبير من أصول هذا الدين، مشيراً إلى وجودها في الصلاة والقرآن الكريم بداية من عتاب رب العالمين للنبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم في كسر خاطر سيدنا عبد الله بن أم مكتوم.
وقال “الشواف” في مقطع فيديو بثه عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”:”ربنا عاتب سيدنا النبي عشان خاطر راجل انكسر خاطره سيدنا عبد الله بن أم مكتوم رجل أعمى جه يتكلم مع سيدنا النبي وسيدنا النبي مشغول مع كبار المشركين فشغل عنه، فحزن بن أم مكتوم لانشغال المصطفى عنه فأنزل ربنا قرآن يتلى من فوق السبع الطباق يعاتب المصطفى على كسر خاطر هذا الرجل، قائلاً له يا محمد:” عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى”.
وشدد الداعية الإسلامي على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند ملاقاته سيدنا عبد الله بن أم مكتوم بعد هذه الآية وبعد هذه السورة يقول له: “أهلاً فيمن عاتبني فيه ربي”.




