محمد صلاح يتم إتهامه بالأنانية في الملعب .. أشعل اللاعب محمد صلاح جناح ونجم نادي ليفربول الإنجليزي وهدَّاف بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز بالموسمين الماضيين الأجواء مؤخرًا في صفوف الفريق، وخاصة مع زميله في الهجوم، السنغالي ساديو ماني.
وكان ماني وصلاح أساسيين كالعادة في هجوم الفريق بمواجهته أمام نادي بيرنلي على ملعب تيرف مور ضمن منافسات الجولة الرابعة من البريمير ليغ والتي انتهت بفوز الريدز بثلاثة أهداف نظيفة سجل منها ماني هدفًا وروبرتو فيرمينو هدفًا ولاعب بيرنلي هدفًا بالخطأ في مرماه.
ولم ينجح صلاح في هز الشباك مثل زميليه في خط الهجوم، مما دفعه في كثير من الأحيان إلى تفضيل اللعب الفردي ومحاولة التسديد على المرمى بأي وضعية دون التمرير لأي من ماني وفيرمينو، وخاصة الأول الذي كان في وضع أكثر من ممتاز للتسجيل في فرصتين لم يُمرر له خلالهما المصري مفضلًا الأنانية.
تلك الأنانية دفعت ماني لإظهار غضبه الكبير عندما تم استبداله رفقة زميله فيرمينو والإبقاء على صلاح في أرضية الملعب، ليثور السنغالي على مقاعد البدلاء في وجه مدربه الألماني يورغن كلوب متحدثًا بالإشارات -المفهومة للغاية عن رفض صلاح التمرير له وهو في مواجهة المرمى للتسجيل.
يجب القول أن الأنانية في بعض الأحيان مطلوبة، ولكن تلك الأنانية المضمون منها الوصول إلى المرمى وتسجيل أي هدف، وهي أنانية اعتمدها صلاح في بعض الأحيان الموسم الماضي وسجل منها أهدافًا عدّة، أما تلك الأنانية غير المُبررة لا يُمكن أن تكون في مصلحة الفريق، بل ويجب التوقف عندها من جانب المدير الفني.
كلوب بعد المباراة قلل من أهمية غضب ماني مبررًا إيّاه بأن اللاعب السنغالي لا يستطيع السيطرة على مشاعره، ومؤكدًا على ثقته بأن هذا الأمر لن يتكرر مرة أُخرى، لكن كان هذا أمام الصحفيين فقط، ويجب التأكيد على أن الألماني لم يترك هذا الحدث يمر مرور الكرام في الغُرف المُغلقة.
هل يجب أن يبيع ليفربول محمد صلاح؟
بعد ظهور تلك الأنانية في كرتين من صلاح تجاه ماني، خرجت بعض المواقع المناصرة لليفربول مطالبة إدارة النادي بالتخلص من اللاعب الدولي المصري عن طريق قبول أحد العروض من الأندية الكُبرى الراغبة في الظفر بخدماته، سواء خلال أحد فترتي الانتقالات الشتوية أو الصيفية المُقبلتين.
وليس ذلك فقط، بل حددت تلك المواقع اسم اللاعب الذي يجب أن يضمه ليفربول لخلافة صلاح على ملعب أنفيلد رود، وهو الألماني الشاب كاي هافيرتز جناح ونجم نادي باير ليفركوزن الألماني والذي يُقدم مستويات رائعة رفقة فريقه، بل وظهر على رادار الريدز في الآونة الأخيرة.
لا يُمكن الجزم بصحة ما تطالب به تلك المواقع ولا تكذيبه أو وضعه تحت بند الطلب الخاطيء، لكن وحده النادي ومدربه يورغن كلوب من يتخذوا القرار، إذا ما كانوا بحاجة إلى بقاء صلاح في ملعب أنفيلد رود أم إلى بيعه.
أرقام محمد صلاح رفقة ليفربول خرافية ورائعة بشكل كبير، فخلال موسمين نجح في تسجيل الكثير والكثير من الأهداف وصناعتها أيضًا بفاعلية جيدة “حيث سجل 3 أهداف وصنع هدفين في 4 مباريات بالبريمير ليغ هذا الموسم”، لكن هناك أشياء لم تتطور في المصري حتى الآن بموسمه الثالث رفقة الفريق، وأهمها إهدار الفرص السهلة أمام المرمى.
أصبح صلاح أكثر قدرة على المراوغة، لكنه يُطيل الأمر حتى تضيع الكرة بسهولة، وهو أمر لا يجب أن يحدث في مباريات كُبرى أمام فِرق امثال مانشستر سيتي أو غيره من كبار إنجلترا وأوروبا.
ومن حُسن حظ النجم المصري أن هناك فترة توقف دولي يُراجع خلالها نفسه في هذا الأمر ويبتعد عن حدة الانتقادات من جماهير الريدز بسبب أحداث مواجهة بيرنلي، رغم أن الأمر انتهى فورًا في غرفة خلع الملابس بعد المباراة وأظهر ماني وصلاح أن علاقتهما جيدة رغم ما يُشاع عن غيرتهما من بعضهما البعض.
أمام محمد صلاح تحديًا كبيرًا هذا الموسم، إمَّا أن يُبعد فكرة الأنانية التي ترسخت عند بعض جماهير ليفربول، وإمَّا سيكون صاحب الـ27 عامًا ضحيتهم الكُبرى حال فشل الفريق في تحقيق أي شيء بنهاية 2019-20، وهو ما سيجعله يطلب بنفسه الرحيل عن الكوب.
إشادة غوارديولا بمحرز
من ناحية أُخرى، ورغ أن أرقامه لا تُضاهي قوة أرقام صلاح “فقد صنع هدفين فقط مع الفريق في 4 مباريات”، إلَّا أن اللاعب رياض محرز جناح ونجم نادي مانشستر سيتي يحظى بدعم كبير من مدربه الإسباني بيب غوارديولا.
وأعلن غوارديولا عن عشقه الكبير لطريقه لعب النجم الدولي الجزائري وعشقه الكبير لكرة القدم، مؤكدًا أنه أول اللاعبين اتجاهًا للعب الكرة عند وصولهم إلى التدريبات، بالإضافة إلى إعجابه بحزنه الكبير عندما لا يُشارك رفقة الفريق في المباريات.
مثل تلك الأمور هي التي يحبها المدربين، بالإضافة إلى أن محرز اندمج هذا الموسم بشكل رائع مع طريقة اللعب التي يعتمد عليها مدرب برشلونة السابق رفقة الفريق الأزرق السماوي.
يُجيد محرز اللعب الجماعي “أكثر من صلاح بفارق كبير”، كما يملك مهارة فردية أفضل من تلك التي يمتلكها المصري، وظهر هذا جليًا في موسمه التاريخي رفقة ليستر سيتي والذي قاده خلاله للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي موسم 2015-16.
لكن الأمر الذي يمنح صلاح التفوق هو تواجده بشكل مستمر بالقرب من المرمى وعشقه لتسجيل الأهداف، بينما محرز يُفضل الصناعة واللعب بالطريقة التي يريدها المدرب فقط والتعاون مع زملائه في الفريق.
الأمر بينهما أشبه بالمنافسة القوية للغاية على جائزة أفضل لاعب أفريقي، ومعهما بالتأكيد السنغالي الرائع ساديو ماني زميل صلاح في ليفربول، فمن سينجح في حسم تلك الجائزة هذا العام الذي حصلوا خلاله جميعًا على ألقاب مهمة، لكن يتميز عنهما محرز بلقب أمم أفريقيا الذي ربحه على حساب ماني في النهائي مع خروج صلاح المبكر من دور الـ16؟.

