أعداد: محمد عبد المنعم
ذكر الله تعالى أماكن دفن أجساد البشر فى الدنيا باسم القبور
ولكن عندما وصف كيفية البعث وهو الخروج يوم القيامة
ذكر أماكن الخروج بإسم (( الأجداث ))
ولم يقل القبور كما هو مبين فى الآيات
{{ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ }}
{{ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ }}
{{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ }}
نلاحظ من الآيات أن الخروج يوم القيامة يكون من ((الأجداث)) وليس من القبور ‼️
ولكن لماذا ؟وما هو الفرق ؟
قال تعالى :
{{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }}
لكي نعرف الفرق دعونا نفكر قليلاً
أين القبر الذى سيخرج منه ذلك الذي مات غريقاً في بحر او نهر وأكلت جسده الأسماك ؟
أين القبر الذى سيخرج منه ذلك الذى مات في البرية وأكلت جسده الوحوش وطيور السماء ونثرت تراب عظامه رياح الصحراء؟
أين القبر الذى سيخرج منه ذلك الذي مات فى مجتمع يحرق أجساد موتاه وينثر رمادها فى الهواء أو فى الأنهار ؟
من خلال هذه التساؤلات نكتشف أن الأجداث لا تعنى القبور ‼️
اذاً ما هى الأجداث ؟
دعونا نتفكر فى الآيات التالية :-
{{ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ }}
يقول الله تعالى في هذه الآية ان القبور التى نراها حالياً سوف تُبعثر
بمعنى أنها ستتحطم ويتغير أماكن وجودها
من جراء تحرك صفائح الارض وإرتجافها وزلزلتها وغيرها من التغيرات الجغرافية التي تحدث للأرض عند نهاية أجل كل امة او في يوم القيامة
اذاً يتضح من هذه الآية أن قبور الدنيا سوف تتلاشى وتبقى ((الأجداث)) مبعثرة ومختلطة بتراب الارض أينما وُجدت
والآن لنبحث في القرآن عن كيفية الخروج من تلك ((الأجداث))
يقول الله تعالى :-
{{ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ۖ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ }}
سبحان الله العظيم
لاحظ جملة (( كذلك الخروج )) فى هذه الآية
واضح من الآية أن كيفية الخروج من ((الأجداث)) هى كما تنبت الجنات وحبوب الحصيد وغيرها من النباتات
عندما ينزل عليها الماء من السماء
ونحن نعلم أن الارض مليئة بذرات صغيرة جداً من البذور التى تنبت منها الأشجار عندما يهطل المطر عليها
اذاً فالأجداث هى ذرات متناهية الصغر من خلايا الجسد ينبت منها كل إنسان مات فى الحياة الدنيا
وحيثما كانت تلك الذرة ينبتها الله وينسل منها جسد المبعوث
قال الله تعالى :-
{{ وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا }}

