سورة النور من مثاني سور القرآن الكريم، وهي سورة مدنية نزلت قبل سورة الحج وبعد سورة النصر، وعدت السورة رقم 100 في ترتيب النزول والرابعة والعشرين في ترتيب المصحف العثماني. تقع آياتها البالغ عددها 46 ما بين الربع الرابع والربع السابع والعشرين من الجزءين الخامس والثلاثين والسادس والثلاثين من الجزء الثامن عشر.
سميت باسم سورة النور لورود كلمة النور في قوله تعالى “اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ”. وهنا نتحدث عن فضل سورة النور في القرآن الكريم.
فضل سورة النور وأهميتها
حديث أُبي المستضعف: «من قرأ سورة النور أُعطِي من الأَجر عشرَ حسنات، بعدد كلّ مؤمن فيما مضى، وفيما بقى».
وحديث: «لا تُنزلوا النساءَ الغُرَف ولا تعلِّموهنّ الكتابة، وعلِّموهن الغَزْل وسورة النور».
وحديث علي: «يا علي مَن قرأَ سورة النّور نوّر الله قلبه، وقبره، وبيّض وجهه، وأَعطاه كتابه بيمينه وله بكلّ آية قرأَها مثل ثواب مَن مات مبطونًا». اهـ.
ومن أهمية سورة النور بيان فرائض مختلفَة، وآداب حدّ الزَّانى والزَّانية، والنَّهى عن قَذْف المحصنات، وحكم القذف، واللِّعان، وقصّة إِفك الصّدّيقة، وشكاية المنافقين، وخوضهم فيه، وحكاية حال المخلصِين في حفظ اللِّسان، وبيان عظمة عقوبة البهتان، وذمّ إِشاعة الفاحشة، والنهى عن متابعة الشيطان، والمِنَّة بتزكية الأَحوال على أَهل الإِيمان، والشفاعة لمِسْطحٍ إِلى الصّديق، في ابتداءِ الفضل والإِحسان، ومدح عائشة بأَنَّها حَصَان رَزَان، وبيان أَن الطيّبات للطيّبين، ولعن الخائضين في حديث الإِفك، والنَّهى عن دخول البيوت بغير إِذن وإِيذان، والأَمر بحفظ الفروج، وغضِّ الأَبصار، والأَمر بالتَّوبة لجميع أَهل الإِيمان، وبيان النكاح وشرائطه، وكراهة الإِكراه على الزِّنا، وتشبيه المعرفة بالسّراج والقنديل، وشجرة الزيتون، وتمثيل أَعمال الكفار، وأَحوالهم، وذكر الطّيور، وتسبيحهم، وأَورادهم، وإِظهار عجائب صُنْع الله في إِرسال المطر، وتفصيل أَصناف الحيوان، وانقياد أَمرالله تعالى بالتَواضع والإِذْعان، وخلافة الصّديق، وصلابة الإِخوان، وبيان استئذان الصّبيان، والعُبْدّان، ورفع الحَرَج عن العُمْيَان، والزَّمْنى، والعُرْجان، والأَمر بحرمة سيّد الإِنس والجانّ، وتهديد المنافقين، وتحذيرهم من العصيان، وخَتم السّورة بأَن لله المُلْك والملكوت بقوله: {أَلا إِنَّ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} إِلى قوله: {عَلِيمُ}.
فضل قراءة سورة النور قبل النوم
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : «حصنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النور، وحصنوا بها نساءكم، فإن من أدمن قراءتها في كل يوم، أو في كل ليلة، لم ير أحد من أهل بيته سوءا حتى يموت، فإذا هو مات شيعه إلى قبره سبعون ألف ملك كلهم يدعون ويستغفرون اللّه له، حتى يدخل في قبره» .
ومن خواص القرآن : روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : «من قرأ هذه السورة كان له من الحسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة عشر حسنات».
وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «من كتبها وجعلها في فراشه الذي ينام عليه، لم يحتلم فيه أبدا، وإن كتبها وشربها بماء زمزم، لم يقدر على الجماع، ولم يتحرك له إحليل».
وقال الإمام الصادق عليه السّلام : «من كتبها وجعلها في كسائه، أو فراشه الذي ينام عليه، لم يحتلم أبدا، وإن كتبها بماء زمزم لم يجامع، ولم ينقطع عنه أبدا، وإن جامع لم يكن له لذة تامة، ولا يكون منكسر القوة» «3».
وقيل : من جعلها في فراشه الذي ينام فيه لم يحتلم ومن كتبها في طشت نحاس ومحاها وسقاها الدابة المريضة ويرش عليها من الماء برئت.

