سورة لقضاء الحوائج الصعبة والمستحيلة وإزالة الهموم .. رددها يوميا.
سورة لقضاء الحوائج وإزالة الهموم وتفريج الكرب .. يبحث الكثيرون عن سورة لقضاء الحوائج الصعبة والمستحيلة، وسور لقضاء الحوائج المتعسرة، وقراءة القرآن الكريم شفاء للصدور ويقضى على الهموم ويفرج الكرب، قال تعالى: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ»، (سورة الإسراء: الآية 9).
وقراءة القرآن الكريم تدبرًا وتأملًا، وهذا من أعظم الأسباب في جلاء الأحزان وذهاب الهموم والغموم، فقراءة القرآن تورث العبد طمأنينة القلوب، وانشراحًا في الصدور «الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» (الرعد:28).
سورة لقضاء الحوائج وإزالة الهموم وتفريج الكرب
نصح الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، من يعاني الخوف والقلق؛ بقراءة سورة الملك، والحرص عليها، خاصة عند النوم، لأنها تمنح الإنسان راحة القلب والسكينة، وكذلك قراءة آخر 4 آيات من سورة الكهف.
فضل قراءة سورة الملك
سورة الملك لها العديد من الفضائل التي تعود بالخير على المسلم ومنها:
أولًا: أنها مانعة لعذاب القبر ومنجّية لمَن يحافظ ويداوم على قرائتها في ليلته قبلَ نومه.
ثانيًا: مجادِلةٌ عن صاحبها يوم القيامة، فهذه السورة تأتي يوم القيامة وتجادلُ عن صاحبها لتدخلَه إلى جنان النعيم، وتبعدُ عنه عذابَ جهنّم.
ثالثًا: مسبّبةٌ للحسنات والثواب لصاحبها، فمن يحافظ على قراءتها يوميًّا قبل نومه يحصلْ على الكثير من الحسنات والثواب، فبكلِّ حرفٍ من القرآن حسنة، والحسنةُ بعشرةِ أمثالها والله يضاعفُ لمن يشاء، حيث يحصلُ المسلم على الكثيرِ الوارفِ من الثواب والحسنات إذا داومَ عليها.
رابعًا: شافعةٌ لصاحبها حتّى يُغفر له يومَ القيامة.
علاج الاكتئاب بالقرآن
احرص أيها المصاب بـ الاكتئاب على الإكثار من تلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، وسل ربك أن تكون تلاوتك له سببًا في شرح صدرك، فإن العبد متى ما أقبل على ربه بصدق؛ فتح الله عليه من عظيم بركاته «يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ» (يونس:57)، وقال تعالى: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا» (الإسراء:82).
علاج الاكتئاب بسورة قرآنية
ذكر بعض أهل العلم أن قراءة سورة الشرح «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ» 40 مرة من الأمور التي تجلب الرزق وتيسر الأمور وتعالج الاكتئاب وتزيل الهم وتفك الكرب، ولا يوجد حديث يدل على ذلك، وإنما يرجع إلى تجربتهم الشخصية.
دعاء علاج الاكتئاب
ومن الأدعية المأثورة في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ فقال:” اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي”؛ إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزْنَه وأبدله مكانه فَرَجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلمُها فقال : بلى ينبغي لِمَنْ سمِعها أنْ يتعلمَها».
علاج الاكتئاب القرآن والسنة النبوية
أولًا: اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، وذلك لتحقيق الرغبات، وتفريج الكربات والهموم والأحزان، وقد يكون الدعاء وقائيًا أو علاجيًا، فالوقائي يكون بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يدعو مثلًا: «اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من الهمِّ والحزَنِ، والعجزِ والكسلِ، والبخلِ والجبْنِ، وضَلَعِ الديْنِ، وغلَبةِ الرجالِ».
ثانيًا: إخلاص الأعمال إلى الله تعالى، وذلك من أعظم أسرار السعادة والراحة، فالعبد إن كانت أعماله لله- عزّ وجلّ- ابتغاءً لما عنده من الأجر والثواب، فإنّه لن يهتم بشكر الناس وحمدهم، لأنّه إذا انتظر ما عندهم ولم يصدر ما يتوقعه منهم فقد يصيبه الندم والحسرة والضيق، وممّا يدل على أنّ الإخلاص من أسباب الراحة والطمأنينة وتفريج الكرب ما حصل مع الثلاثة الذين انطبق الغار عليهم، فتوسّل كلٌّ منهم إلى الله بفضيلةٍ قام بها وكان الإخلاص أساسها، فانفرج كربهم.
ثالثًا: التفكر في نعم الله- تعالى-، وممّا ورد في ذلك قول السعدي: «وكلما طال تأمل العبد في نعم الله الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، رأى ربه قد أعطاه خيرًا كثيرًا، ودفع عنه شرورًا متعددة، ولا شك أن هذا يدفع الهموم والغموم، ويوجب الفرح والسرور»، فالعبد منغمسٌ انغماسًا بنعم الله تعالى عليه، حيث قال: «وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً»، الأمر الذي يؤدي إلى دفع الهموم والأحزان.
رابعًا: التوكل فقط على الله تعالى في تفريج الهموم والكروب، فسيدنا إبراهيم -عليه السلام- عندما ألقاه قومه في النار، توكّل على ربه فقط، فجعلها الله- تعالى- بردًا وسلامًا عليه.
خامسًا: الإيمان الحقيقي الكامل بالله عزّ وجلّ، حيث قال تعالى: «أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ»، وكلما قوي إيمان العبد وازداد انشرح صدره، وكذلك فإنّ من فقد الإيمان ونزعه من قلبه يصبح شقيًّا.
سادسًا: المداومة على القيام بالأعمال الصالحة، حيث قال الله- تعالى-: «مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ»، ومن أمثلة الأعمال الصالحة: طلب العلم الشرعي، والإكثار من ذكر الله – تعالى، والصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم، والإكثار من الاستغفار، والصدقة، وتطبيق النوافل من صيام وصلاة قد يصل بها العبد إلى محبة الله- عزّ وجلّ-، بالإضافة إلى الحرص على الخشوع في الصلاة؛ فهي من الوسائل التي تزال بها المعاصي والذنوب.
سابعًا: أذكار الصباح والمساء والمداومة على الأذكار الصباحية والمسائية وأذكار النوم، وما يتبع ذلك من أذكار اليوم والليلة، فتلك الأذكار تحصن العبد المسلم بفضل الله – تعالى – من شر شياطين الجن والإنس، وتزيد العبد قوةً حسيّة ومعنوية إذا قالها مستشعرًا لمعانيها موقنًا بثمارها ونتاجها.



